في إنقذوا هذا الكوكب التي كتبتها منذ سنين رسالة استغاثة من كوكبنا الذي اصبح مجهولا لا يعرف مكانه ولا مداره ولا المجرة التي ينتمي إليها أحد ... هذا الخلط الذي يحدث الآن حذر إليه هذا الطفل .. وهو يعبر عن جيل جديد في بداية نموه وصعوده .. وإختيارك لشخصية الطفل في مواجهة الخطر .. يفضي دراميا إلى معنى الصراع وقوته ... ومخاطبته لأهل السماء والكائنات العاقلة لكي يفعلوا شيئا هو بمثابة حل جائز في زمن تسقط فيه كل الحلول والإرادات ولا يبقى فيه إلا زمن المعجزات والقوى الخارقة ... التي يمكن لها أن تلبي صرخات طفل عاجز .. أما الآن طالما أته قد تغير النظام الذي كنت تكتب فيه وتغيرت معه سبل التعبير وإستفحل معنى الرمز لكي يكون أكثر حضورا وتعريفا بنفسه .. سيكون للطفل مجال أكبر في مجابهة الخطر وتحدي الصراع ... دائما نصل إلى النتائج والحلول الخارقة حينما لا يكون أمامنا حلول نقدر على القيام بها وطالما أن نظامنا السياسي يستأثر بحلم الجماهير فلا يعيشونه أبدا ولا يعطوا الفرصة لتخيله .. دائما كنا نعيش حتى في عصر عبد الناصر الذي أحبه ولا نملك مفاتيح الحلول .. المفاتيح دائما في يد الدولة .. كانت الوجبة الإعلامية والأدبية ساخنة طازجة تقدم إليك مجانا فلماذا تفكر وتبدع ... أعتقد أيضا أن مجال قصص الخيال العلمي يتناسب تماما مع الموضوع .. فالخيال العلمي دائما ياتي بما لا يمكن تحقيقه حالا ولكنه لا ينكر إمكانية تحقيقه في المستقبل .. جول فيرن كتب من الأرض إلى القمر وحول العالم في ثمانين يوما وغيرهما وهذه الأعمال قد تكون باعثة إلى إثارة شهية العلماء في البحث والتدقيق حول قدرة فيرن على التخيل العلمي لعالم غير موجود يتحقق الآن .. بل هو بالفعل قد اثبت ذلك ... التيمة التي إخترتها رائعة تصلح حتى الآن فالكوكب خارج عن نطاق الإرادة الإنسانية والخطر الداهم لايمكن أن يحل بواسطة إنسان .. كيف يستطيع هذا الإنسان أن يعيد مدار الدورات أو الحركة للكواكب التي خلق الله بها هذا العالم البديع ..... ولذلك فهي نموذج جيد من نماذج الخيال العلمي ... الذي يكون فيه البطل قوة علوية خارقة تملك زمام الموقف على العالم .