عائلة السيد رقم 1

الزوجة- لقد وقعنا في نفس الأخطاء التي وقع فيها البشري منذ مئات السنين ، فرحنا ننتج أبناءنا من الآليين بدون تفكير . هكذا فعل كل آلي على المجرة حتى ضجت بنا الحياة وبدأنا نتصارع من أجل العيش .

الزوج- لكننا نحن الآليين أقوى عقلا وأكثر رقيا من هذه الكائنات الحقيرة .

الزوجة- ظروف الحياة لا تفرق بين آلي وبشري ، فالمشكلات واحدة والتاريخ يعيد نفسه ، وأخشى يأتي يوم يستطيع فيه هؤلاء البشر استرداد ما فقدوه .

الزوج- هذا لن يكون . فلا تلق بالا لتلك الصيحات التي يرددونها كل يوم في غوغائية مطالبين بالحقوق والاستقلال ، ولا تعبئي بقطع الحجارة التي يلقونها علينا في الطرقات ، فالسلطات الآلية تستطيع إسكات هذه الأصوات بسهولة .

الزوجة - ما يخيفني حقا هو الآلي نفسه ، فها نحن نسمع كل يوم عن الحروب والمصادمات التي تقع بين الكواكب وبعضها ، حتى هذا الكوكب الصغير . الأرض . الذي نعيش فوقه ، مازال يعج بالاضطرابات والمشاحنات والحروب منذ سقوط إمبراطورية الإنسان البشري . لقد نسينا شيئا مهما يا رقم 1 . شيئا لم نجده حتى بين البشر عندما انتزعنا إمبراطوريتهم ، فلم نستطع صنعه أو برمجته داخلنا .

الزوج- ما ذلك الشيء يا رقم 3 ؟

الزوجة- الحب . الحب يا زوجي العزيز . راح كل منا يسعى لتحقيق أحلامه ومصالحه الشخصية دون مصالح الجميع . أصبحنا كجزر منعزلة أو كواكب نائية . ليس هناك ما يربطنا أو يجعلنا نعيش من أجله . لقد وصلنا إلى أعماق الفضاء ولم نصل إلى أعماق النفس البشرية التي قضينا عليها .

[/size]

الصديق العزيز والأديب الكبير رائد الخيال العلمى فى المسرح العربى المعاصر الأستاذ صلاح معاطى كل التهنئة على هذه الحوارية " عائلة السيد رقم 1 " وأرجو ان اطلع عليها فى دفترها الورقى وأضمها إلى دراساتى النقدية المسرحية لأن هذا الحوار كما يبدو لى من قرائته الأولى يدور حول إشكالية العاطفة ومحورها فى النص وترجمته للواقع واستلهام الحياة التى نحياها ..... وهذا ما أبحث عنه واتمنى لك التوفيق

[أحييك أستاذ صلاح على عائلة السيد رقم 1 فلقد قرأتها منذ فترة طويلة وأعجبت بها جدا والحقيقة إنها تعكس لكل السلبيات التي يعيشها الإنسان لعبت بشكل جميل على العلاقة بين رقم 1 الأب وأبنائه والجميل بالفعل وكما يقول الدكتور نادر تلاشي العاطفة في زمننا زمن الكمبيوتر والنت والعلاقات الافتراضية تحياتي لجهدك الرائع ودائما تمتعنا بالمزيد والمزيد من الأفكار غير المعتادة
تحياتي

» عائلة السيد رقم 1 الطبعة الثانية
» السيد بايت
» السيد بايت قصة لصلاح معاطي